الأربعاء, 29 يناير 2014 21:30 |
وغير بعيد من هذا السياق ذاته، لم تعد "الأفعال اللازمة" تلزم غير المستضعفين في الأرض، أما المستكبرون فيها فهم أكبر من اللزوم والإلزام، وليس يعنيهم غير"الأفعال المتعدية" على الشعوب وحقوقها، منذ استمرأوا "أفعال الشروع" في نهب الثروات الوطنية، و"ظهر الفساد في البر والبحر"، ولم يحققوا وهْمَ وحدتهم العربية الموعودة المفقودة من الخليج إلى المحيط إلا في شيئين هما: هيمنة "الأفعال الناقصة" على "الأفعال
التامة، وتفشي "الأفعال الناسخة" للفضائل، موازاة مع انتشار "أفعال المقاربة " للرذائل، مما أدى إلى تغلغل الفساد المستشري إلى صميم "أفعال القلوب"،حيث هيمنت"أفعال الشك" على "أفعال اليقين"،حتى دب المرض في "الضمائر" "الظاهرة" و"المستترة"، فتساوى – في ذلك – المتصل" منها، و"المنفصل"،وسادت صيغة "التمريض" الظنية، "المبنية للمجهولة"، مدعمة بترسانة من "الأفعال المضارعة"،المكبلة بسلاسل من "السينات"و"السوفات"، لاتتركها أبدا تتحول إلى "أفعال ماضية" منجزة، قابلة لدخول حروف "التحقيق".
وإذا كانت "العجمة" إحدى موانع الصرف في الأسماء، فإن المفارقة هنا تتمثل في كون الكراسي -عبر البلاد العربية- ممنوعة من الصرف"، و"مبنية على السكون"، تحت المستحوذين عليها، خلافا لحالتها في البلاد الغربية، بلاد أهل العجم، حيث تتسم بالمرونة وقابلية الصرف، وفق تقلبات المناخ السياسي، وتغير ذبذبات "أصوات" الجماهير الناخبة التي تتبادل مع منتخبيها جدلية الفاعلية، فكل منهما فاعل ومفعول به في الوقت ذاته، عكس جماهيرنا العربية المفعول بها دائما من طرف حاكميها الفاعلين فيها أبدا، رغم أنهم – في حقيقة علاقاتهم بحاكميهم في الغرب – لايبدو أي واحد منهم إلا مجرد "اسم فاعل"، أو حتى "صفة مشبهة باسم الفاعل".
منقول من صفحة الدكتور : أدي ول آدب
|