الجهد المجاني في الإعلام العمومي/ الإعلامية/ تبيبة أحمد |
السبت, 19 أبريل 2025 15:23 |
في سلسة الحياة يمر هؤلاء العابرون بطرق مختلفة تتفاوت حسب مقاييس الزمن، كما تختلف الأحلام والتطلعات لمستقبل أفضل من شخص لآخر حسب الطموح والكفاح وحسن اليقين والصبر الذي هو السلم الحقيقي لجسر الوصول.. هكذا هو حال "رقية" الشابة الموريتانية العصامية التي تعي جيدا بأن الحياة لاتسير على وتيرة واحدة ولابد لها من الصمود في وجه عاديات الزمن. ولدت رقية في بيت متواضع ولكن والديها حرصا على تربيتها وتعليمها حتى نالت شهادات أكاديمية التحقت بالإعلام العمومي متعاونة في إحدى المؤسسات الإعلامية، كرست حياتها وسخرت جهدها وبذلت ماؤوتيت من قوة من أجل عملها الجديد فكانت على يقين أن الإخلاص في العمل هو سر النجاح لذلك عملت بجد وإخلاص توزع البسمة على كل من يصادفها في دروب هذه المؤسسة التي تعتبرها بيتها الثاني وتكن لها الكثير وتتقاضى منها راتبا زهيدا تعلل نفسها مع الأمل والتمني أن تصبح على عقد عمل مفتوح يضمن لها حقها في المستقبل القريب. كافحت رقية من أجل تحقيق هدفها في بيئة متواضعة، يحيط بها واقع مليئ بالتحديات كثيرون من حولها اعتبروا حلمها طموحاً أكبر من حجم إمكانياتها، لكنها معروفة بنظرتها الإيجابية للحياة وتؤمن جيدا بأن إرادة الله فوق الجميع كما تردد دائما: إن الأمور إذا ما الله يسرها/أتتك من حيث لاترجو وتحتسب ثق بالإله ولاتركن إلى أحد/فالله أكرم من يرجى ويرتقب. مرت أعوام عديدة ورقية على هذه الحالة كانت كل سنة من هذه السنوات تحمل معها تعباً جديداً وحلما بعيدا، لكنها كانت دائما تتسلح بدرع إيماني يأكد لها أن المستحيل ليس إلا كلمة يستخدمها الخائفون وٱن ما يراه البعض مستحيلاً قد يكون صعب المنال فقط لكنه مع المواصلة و المثابرة والتوفيق سيناله من آمن وسعى في ذلك تتوالى الأيام والليالي وتتعاقب الأنظمة تلوى الأخرى وحال رقية وزملائها على حاله حتى بات البعض يظن ترسيم وإنصاف هؤلاء المتعاونين ضربا من الخيال و أملا مستحيلا تلاشى في طيات التجاهل والنسيان إلا أن هذا وذاك لم يضعف عزيمة رقية فلها أمل كبير في الله عز وجل وهي تعلم جيدا أنه ماضاع حق ورءاه مطالب وقفات زملائها وزميلاتها من مختلف الأعماروالأجناس والألوان ظلت متواصلة بغير كد أو نكد مضى على المتعاونين في الإعلام العمومي سنوات ثم سنوات مات فيها السجان والمسجون حتى أصبح المتعاون كالغريق يحتاج من ينتشله من عمق مظلم فكان الإصرار سيد الموقف والصبر وقوة العزيمة هما زاد الرحلة كانت هذه المتعاونة تتنتظر بفارغ الصبر تحقيق حلم شب عليه البعض وشاب عليه ٱخرون لتننفرج الغمة وينكشف الستار الذي بات يخيم على المتعاونين في الإعلام العمومي ردحا من الزمن إلا أنها وإن طال انتظارها لاتزال تتفائل خيرا وتدرك جيدا بأنه بعد عتمة الليل هناك ضوء في ٱخر النفق لذلك لم يمضي وقت طويل حتى لاحت بشارة خير في الأفق وانبثق فجر جديد: وهو قرار تسوية ملف المتعاونين في للإعلام العمومي انتظرت رقية هذا الإنصاف منذ زمن بعيد كما اعتبرته صائبا في انتشال هؤلاء المتعاونين وأسرهم من ركام الظلم والتهميش ، عندها خرت ساجدة لله سجدة شكر وحمد ودموع الفرح تغمر عيونها ولكن المشكيكين لايتركون للسعادة سبيل بدأت مرحلة جديدة أنباء متضاربة مابين مصدق لها ومكذب ومتفائل ومتشائم أما رقية فلم تعير ذلك بالا وصارت تعد الوقت بالدقائق واللحظات وتترقب تنفيذ القرار ليصبح حلمها واقعا معاشا وعندما أصبح الخبر يقينا تهلل محياها نورا وسعادة بعد طول معاناتها وإذا بها تكرر بعد الحمد والشكر أنجز حر ما وعد فنظرت إلى زملائها في جو من البهجةوالسرور يعجز عنه الوصف وألسنة تلهج بالحمد والدعاء ومشاعر صادقة تعترف بالجميل . إذن معركة النجاح سلاحها الإيمان وقوة الإرادة ولابد للمنتصر فيها من الحزم والعزم ليرفع راية النصر في نهاية المطاف الإعلامية/تبيبة أحمد الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات |