المركز المغربي يفتح "ملف التصوف" في موريتانيا مع بنت عمار |
الأربعاء, 26 فبراير 2014 15:43 |
الضمير"نواكشوط" : احتضن المركز الثقافي المغربي بنواكشوط مساء الثلاثاء محاضرة بعنوان التصوف في بلاد شنقيط :المرجعية القرانية والمناهج التربوية خلال القرنين 12 و13 للهجرة"، قدمتها الباحثة تربة بنت عمار بحضور نخبة من الباحثين والإعلاميين والمهتمين بشكل عام. وقد تناولت المحاضرة دراسة الطرق الصوفية في بلاد شنقيط من حيث مميزاتها التي انطلقت منها في تجاه حمل رسالة الإسلام إلى البلدان المجاورة، من خلال مرجعيتها القرآنية، ومناهجها التربوية التي اتخذتها لتكوين المريدين،معتمدة في ذلك على المعطيات التاريخية دون الغوص في دراسة الجوهر الفلسفي والابعاد الباطنية والعرفانية والمدارسه الوجدانية والحلولية للتصوف،بل اقتصرت على التعريف بالتصوف الشنقيطي ودوره في نشر الإسلام ومحافظته على هوية البلاد الإسلامية وحضارتها العربية.ومن ثم تبيان قوة الاواصر التي ربطت بين حواضر الغرب الإسلامي، حيث كانت شبكة العلماء وشيوخ الطرق من "فزّان "و"القيروان" و"فاس" و"تلمسان" و"وادان "و"تنبكتو"، ترتبط مع بعضها لتشكيل صرح معرفي تعززه أواصر روحية متينة. وقالت المحاضرة بنت عمار إن أهمية المجهود الذي قام به شيوخ الطرق الصوفية يتمثل في استقطابهم لأعداد هائلة من المريدين، إذ بلغ عدد أتباع بعض الزوايا آلافا من المريدين مما جعل هذه الزوايا قوة يحسب لها ألف حساب،وقد أهّل ذلك بعضها للقيام بأدوار سياسية وعسكرية مثل زاوية الشيخ سيدي المختار الكنتي والشيخ ماء العينين وحماه الله والحاج عمر تال. وأضافت في السياق نفسه إن دراسة التاريخ الثقافي والديني لبلاد شنقيط تقود الباحث مباشرة إلى فترة زمنية محددة تتمحور في القرنين الهجريين الثاني عشر والثالث عشر، بوصفهما أهم مرحلة أنتج فيها الشناقطة، وتفاعلت فيها المعارف مع بعضها فأينعت وأثمرت الفقه بمختلف توجهاته من فقه الفروع والأصول إلى عقيدة أشعرية وسلفية، مع تيارات أدبية ذات مشارب مختلفة، وتصوف طرقي قادري وشاذلي وتيجاني، مع تفريعات أخرى لها خصائصها ،إلا أن الفقه المالكي والتصوف الجنيدي بشكل خاص مثلا بالنسبة للشناقطة أهم مرتكزات المحضرة، حيث شكلا نسيجا متناغما أطره منهج الجامعة المتنقلة في بادية عالمة كانت استثناء بعطائها العلمي. قد ظل معظم علماء التوجه الأشعري شيوخا للطرق الصوفية وممثلين أوفياء للتصوف بالبلد، مع التزامهم بخلفيتهم الأشعرية. وقد أعقبت المحاضرة عدة مداخلات من الحاضرين اثرت موضوع التصوف في بلاد شنقيط لما احدثه من تغيير في حياة السكان. |