التعليم الحر في موريتانيا" تكاليف باهظة و توقعات في مهب الرياح "
الأربعاء, 16 أبريل 2014 00:27

alt

لاشك أن التعليم يكتسب أهمية كبيرة في العالم لأنه يرفع الأمم و أكبر دليل على ذلك هو اليابان التي وصلت إلي ما وصلت إليه بفضل العلم كما أن سويسرا تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي تعتبر نسبة الأمية فيها 100%، وفي وطننا العربي لا يقل أهمية عن سابقه فالعلم هو من يضئ حياة الأمم و هو من يرفع 

البيوت،و في موريتانيا العلم يكتسي ذات الأهمية لكن على الورق فقط أو في أفواه الناس ، لكنه لا يتجاوز ذلك ليكون حقيقة ملموسة ،و في التعليم قطاعين الخاص والعام ، وسنعرج على التعليم الخاص كموضوع بحد ذاته يحتاج الاستقصاء.

التعليم الخاص في موريتانيا هو مرآة للتعليم العام لا يملك من الخصوصية أو الفوارق إلا أن الطلبة فيه ملزمون بدفع أموال باهظة رغم انه أحسن نسبيا من التعليم العمومي لكن لا يرقي إلي مستوي التميز, رغم أن بعض المؤسسات التعليمية الخاصة بدأت تثبت نفسها وتحفر اسمها كمؤسسات لها دورها العلمي, إلا أن هناك بعض هذه المؤسسات لا يكترث لتدريس الطلاب بل كل ما يهمه هو كسب منها ،وسط غياب للرقابة و للروح المهنية لدي أساتذة المؤسسات التعليمية.

كان السبب وراء تراجع أباء التلاميذ عن المدارس العمومي ناتج عن حالات التسرب و الاختلاط و السرقة و الجريمة التي تعيشها معظم مؤسساتنا اليوم, و هو ما أعطى الفرصة لتعليم الحر ليجد فرصة يفرض فيها سيطرته على أباء التلاميذ و يروج دوره التعليمي,نجحت فكرة تعدد المدارس الحرة,و خاصة في هذه الفترة التي يعيش فيها التعليم العمومي نوع من تدهور و قلة الأمن و المراقبة,إلا أن التعليم الحر و رغم نجاحه في فرض ذاته, إلا إنه لا يخلوا من التسرب و الاختلاط و قلة المراقبة وذلك يتضح من خلال يوميات الطالب,إذ يذهب من منزله الثامنة صباحا و لا يعود حتى الثانية زوالا يقضي معظم وقته بين المقاهي و المطاعم مع أمثاله من الجنس الثاني,خارج نطاق المدرسة التي يدرس فيها, و لا يتذكره المدير أو المسؤول الإدارة إلا عند حاجته إليه و صدور الفاتورة الشهرية.

لو كان إلحاح مدراء المدارس الحرة على الطلاب من أجل الدراسة و المطالعة و مراقبتهم بقدر إلحاحهم عليهم لأجل دفع رسوم الشهرية,لعم العلم صدور المتسربين,لكن ما يهم مؤسساتنا هو الربح و المتاجرة بالعلم,مهما كلفهم ذلك,و لطالب حريته التام إذا أحبب حضر الحصة و إذا شاء بقى في الشارع و ليصحب معه زميلته إذا شاء في تلك السيارة سوداء الزجاج, المهم أن لا تتأخر الرسوم الشهرية,التي من أجلها أقيمت هذه المؤسسات التجارية.

إذا كانت ظاهرة انتشار الطلاب برفقة زميلاتهم في الشارع ستظل قائمة,فما الفائدة من التعليم و ما الفائدة من وزارة التعليم أصلا و هي عاجزة عن وضع حدا لهذه الظاهرة, و ما الفائدة من الأساتذة و ما الفائدة من دفع الرسوم الشهرية بدون ورثة للعلم,نحن لا نحتاج لإصلاح قطاع التعليم فقط ,نحتاج أيضا لإعادة التربية هذا الجيل و تعليمه الاحترام و الأدب.

 

حينما يكتب عليك القدر أن تسلك أحدى الطرق المارة باحدى المدارس الحرة تخجل من النظر إليها كما تخجل من رفع نظرك,و ربما تظنها وكرا لدعارة أو ما شابه ذلك و ذلك نتيجة شدة الاختلاط التي تجمع بين البنت و لولد وعدم مراعاة الأخلاق الدينية,ووضع قانون مراقبة على الطلاب يمنع اختلاط أو الخروج رفقة الطالبات,و التحلي بأخلاق الدينية داخل المدارس و في حوزتها لكن لا حياة لمن تنادي المهم أن يصل راتب المدير إلى ما يقارب المليون,وهذا ما كان ملاحظا على التعليم العمومي, في حين تصل ميزانية المؤسسة الحرة في السنة الواحدة إلى ما يقارب 8 ملايين أوقية أو أكثر.

تراجع اهتمام الطلبة بالدراسة في وقت مبكر يرجع إلى استياء الطلبة من الدراسة و أداء المؤسسة,وذلك ناتج عن محاولات طلاب متعددة و التي بادت بالفشل لحصولهم على شهادة الباكالوريا,في نفس الوقت الذي يشكوا فيه  طلاب شعبة الآداب,قلة الاهتمام و التهميش الذي يتعرض له الطلاب,في المؤسسات الخاصة,و نشير إلى أن ظاهرة الخروج و التسرب و الاختلاط تشهد تزايدا و خاصة في نهاية السنة الدراسية,يعتبر المال و الوساطة هم أسياد الموقف في المؤسسات التعليمية, و سبيل لنجاح.

 

الكاتب: حمودي ولد حمادي

[email protected]

   

لاشك أن التعليم يكتسب أهمية كبيرة في العالم لأنه يرفع الأمم و أكبر دليل على ذلك هو اليابان التي وصلت إلي ما وصلت إليه بفضل العلم كما أن سويسرا تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي تعتبر نسبة الأمية فيها 100%، وفي وطننا العربي لا يقل أهمية عن سابقه فالعلم هو من يضئ حياة الأمم و هو من يرفع البيوت،و في موريتانيا العلم يكتسي ذات الأهمية لكن على الورق فقط أو في أفواه الناس ، لكنه لا يتجاوز ذلك ليكون حقيقة ملموسة ،و في التعليم قطاعين الخاص والعام ، وسنعرج على التعليم الخاص كموضوع بحد ذاته يحتاج الاستقصاء.

التعليم الخاص في موريتانيا هو مرآة للتعليم العام لا يملك من الخصوصية أو الفوارق إلا أن الطلبة فيه ملزمون بدفع أموال باهظة رغم انه أحسن نسبيا من التعليم العمومي لكن لا يرقي إلي مستوي التميز, رغم أن بعض المؤسسات التعليمية الخاصة بدأت تثبت نفسها وتحفر اسمها كمؤسسات لها دورها العلمي, إلا أن هناك بعض هذه المؤسسات لا يكترث لتدريس الطلاب بل كل ما يهمه هو كسب منها ،وسط غياب للرقابة و للروح المهنية لدي أساتذة المؤسسات التعليمية.

كان السبب وراء تراجع أباء التلاميذ عن المدارس العمومي ناتج عن حالات التسرب و الاختلاط و السرقة و الجريمة التي تعيشها معظم مؤسساتنا اليوم, و هو ما أعطى الفرصة لتعليم الحر ليجد فرصة يفرض فيها سيطرته على أباء التلاميذ و يروج دوره التعليمي,نجحت فكرة تعدد المدارس الحرة,و خاصة في هذه الفترة التي يعيش فيها التعليم العمومي نوع من تدهور و قلة الأمن و المراقبة,إلا أن التعليم الحر و رغم نجاحه في فرض ذاته, إلا إنه لا يخلوا من التسرب و الاختلاط و قلة المراقبة وذلك يتضح من خلال يوميات الطالب,إذ يذهب من منزله الثامنة صباحا و لا يعود حتى الثانية زوالا يقضي معظم وقته بين المقاهي و المطاعم مع أمثاله من الجنس الثاني,خارج نطاق المدرسة التي يدرس فيها, و لا يتذكره المدير أو المسؤول الإدارة إلا عند حاجته إليه و صدور الفاتورة الشهرية.

لو كان إلحاح مدراء المدارس الحرة على الطلاب من أجل الدراسة و المطالعة و مراقبتهم بقدر إلحاحهم عليهم لأجل دفع رسوم الشهرية,لعم العلم صدور المتسربين,لكن ما يهم مؤسساتنا هو الربح و المتاجرة بالعلم,مهما كلفهم ذلك,و لطالب حريته التام إذا أحبب حضر الحصة و إذا شاء بقى في الشارع و ليصحب معه زميلته إذا شاء في تلك السيارة سوداء الزجاج, المهم أن لا تتأخر الرسوم الشهرية,التي من أجلها أقيمت هذه المؤسسات التجارية.

إذا كانت ظاهرة انتشار الطلاب برفقة زميلاتهم في الشارع ستظل قائمة,فما الفائدة من التعليم و ما الفائدة من وزارة التعليم أصلا و هي عاجزة عن وضع حدا لهذه الظاهرة, و ما الفائدة من الأساتذة و ما الفائدة من دفع الرسوم الشهرية بدون ورثة للعلم,نحن لا نحتاج لإصلاح قطاع التعليم فقط ,نحتاج أيضا لإعادة التربية هذا الجيل و تعليمه الاحترام و الأدب.

 

حينما يكتب عليك القدر أن تسلك أحدى الطرق المارة باحدى المدارس الحرة تخجل من النظر إليها كما تخجل من رفع نظرك,و ربما تظنها وكرا لدعارة أو ما شابه ذلك و ذلك نتيجة شدة الاختلاط التي تجمع بين البنت و لولد وعدم مراعاة الأخلاق الدينية,ووضع قانون مراقبة على الطلاب يمنع اختلاط أو الخروج رفقة الطالبات,و التحلي بأخلاق الدينية داخل المدارس و في حوزتها لكن لا حياة لمن تنادي المهم أن يصل راتب المدير إلى ما يقارب المليون,وهذا ما كان ملاحظا على التعليم العمومي, في حين تصل ميزانية المؤسسة الحرة في السنة الواحدة إلى ما يقارب 8 ملايين أوقية أو أكثر.

تراجع اهتمام الطلبة بالدراسة في وقت مبكر يرجع إلى استياء الطلبة من الدراسة و أداء المؤسسة,وذلك ناتج عن محاولات طلاب متعددة و التي بادت بالفشل لحصولهم على شهادة الباكالوريا,في نفس الوقت الذي يشكوا فيه  طلاب شعبة الآداب,قلة الاهتمام و التهميش الذي يتعرض له الطلاب,في المؤسسات الخاصة,و نشير إلى أن ظاهرة الخروج و التسرب و الاختلاط تشهد تزايدا و خاصة في نهاية السنة الدراسية,يعتبر المال و الوساطة هم أسياد الموقف في المؤسسات التعليمية, و سبيل لنجاح.

 

الكاتب: حمودي ولد حمادي

[email protected]

   

التعليم الحر في موريتانيا