المرأة بين مطرقة الحرية وسندان المجتمع \ سلمه بنت الدح |
الأربعاء, 02 أبريل 2014 22:28 |
حينما نتكلم عنها نعتبرها مخلوقا ضعيفا مهزوما لايستطيع مقاومة شهواته ولا يفكر في العواقب يندفع بعواطفه ، لا يعرف من أين تكون البداية ولا أين ينبغي أن تكون النهاية ، أجل إنها نظرة مجتمع بأكمله لنصفه الثاني { المرأة }. إن المرأة في مجتمعاتنا تموت موتا صامتا لاتستطيع أنتقول نعم ولا " لا " حين يتعلق الأمر بأخطر القرارات المصيرية في حياتها بل تحاك الأمور من وراء ظهرها وكأنها ليست أهلا لمجرد الإستشارة حتى ولوكانت " مشورة فم الكربه " كمايقال ، أفكارها تموت في المهد وإبداعاتها تصادر قبل أن تجد النور لا لشيئ إلا لكونها أنثى ، يحيطها المجتمع والأسرة معا بجدار عازل يفصلها عن العالم الذي تعيش فيه مما ينمي بداخلها رغبة جامحة في الإطلاع على هذا العالم المجهول بالنسبة لها مما يشكل خطرا حقيقيا عليها ، فربما لجأت في لحظة ما وفي غفلة من عين الرقيب إلى الهروب خارج تلك الأسوار التي تحيطها منفلتة من قيود الكبت المقيتة لكنها لكنها لن تعرف من أين تبدأ لأنهم لم يعلموها يوما أن الأمور كلها تحتاج إلى تدريب وترويض فتندفع هذه المسكينة نحو حرية طالما حلمت بها إلا أنها قد تسيئ استغلال هذه الحرية ويحدث ما لاتحمد عقباه فيضعون اللوم عليها و يعمدون إلى مضايقتها والتنكيل بها وربما قتلها تحت عنوان " غسلا للعار " . ولو أنهم تأملوا قليلا لأدركوا الأسباب التي جعلتها تنجرف وراء تيار الإنحلال بكل سرعة واندفاع ومن أكبر تلك الأسباب حجب الثقة عنها واعتبارها كائنا ضعيفا لا يمكن أن يكون أبدا محلا للثقة مهما كان مستواه المعرفي ونضجه . لم يشاركوها يوما أفراحها ولم يقاسموها آلامها ، لم يكترثوا بمشاعرها لم ينتبهوا لأحاسيسها ظنوا أنها جماد لايحس ولا يشعر كيف لها أن تتحمل كل هذا ؟ إنها رمز للصمود رغم صعوبة الموقف واتراجيدية الأحداث تحاول أن تبين عن ثغر باسم وتخفي أحاسيسها المرة حتى لاتنغص عليهم عيشهم و تزيل متعتهم تماما كالشمعة التي تحترق لتضيء للآخرين . ويبقى سؤال يطرح نفسه بإلحاح وهو هل سيتمادى مجتمعنا في تهميش المرأة وظلمها ؟ ألن يأتي اليوم الذي تعامل فيه المرأة كما يعامل الرجل ؟ أليس حريا بالمجتمع أن يعامل الإنسان من منطلق كونه إنسانا بغض النظر عن ِجنسه وعرقه ولونه ؟ إن أخطر ماتعانيه المرأة اليوم بصفة عامة و الفتاة بشكل خاص هو اعتقاد الرجال أنهم ينصفونها رغم ماتتعرض له من تهميش وسلب للثقة ومصادرة للحرية . و أطلق هنا صرخة إلى من يهمه الأمر : حاول أن تعيد النظر في التعامل مع امرأة تعني لك شيئا سواء كانت أختا أوابنة أو زوجة ، حاول أن تضع نفسك مكانها وانظر ماذا ستشعر به من إحساس مقيت أهونه الإحساس بفقدان الذات في أقصى تجلياته . |