هؤلاء هم زعماء العالم الذين منعوا الحجاب وسمّوا الإسلام "إرهابا" |
الجمعة, 17 يناير 2014 15:08 |
"الضمير": "يا إلهي لا أريد أن أعيش نفس الإحساس إذا تورطت رئيسة ألمانيا في فضيحة أخلاقية كما حدث للرئيس الفرنسي" .. هذه الجملة قالتها صحفية ألمانية، وهي تدخل قاعة المحاضرات لمتابعة ندوة صحفية نشطها، مساء الثلاثاء، الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، وقد ازدحمت القاعة بحوالي 590 صحافي من كل أنحاء المعمورة، لمعرفة رأي رئيس "بلد العدالة والديموقراطية والحرية" وهو ينسى شؤون بلاده ويقضي الليالي مع فنانة أم لولدين. هل كان ما حدث في فرنسا نتيجة حتمية لمسار بلد صار يرى التعفف والحجاب إرهابا فمنعه، والميوعة حرية فمنح البطاقة البيضاء للمثليين، حتى يدخلوا المنظومة العائلية في فرنسا، لتدخل البلاد ضمن البلاد الأوروبية التي قلبت القاعدة البيولوجية التي أنجبت ميركل وتاتشر وفرانسوا هولاند، وسمحت للرجال بالارتباط مع بعضهم البعض، وللنساء أيضا. قد تكون الميزة الوحيدة هي أن للصحافة الغربية ولعامة الناس الحماية الكاملة والحرية لكشف هاته الفضائح، وللعدالة أيضا الحرية الكاملة لمتابعة ومعاقبة هؤلاء الرؤساء، وللشعب إمكانية سحب البساط من هذا أو ذاك. وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد داس على قدسية العزاء خلال جنازة الزعيم الإفريقي نلسن مانديلا، عندما راح يغازل رئيسة الوزراء الدانماركية، هيلا تورنينغ، في ملعب سويتو، في جوهانسبورغ، حيث شوهد رفقة رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كامرون، وهما يتبعان الدانماركية، على طريقة فيلم التجربة الدانماركية لعادل إمام، ويجبراها على أخذ صورة شخصية عبر هاتفها الشخصي، وقد لاحظت زوجة أوباما، السيدة ميشال، هيام زوجها بالسيدة الدانماركية الأولى، فقطعت خلوته بها وجلست بينهما. كم عددهم؟ .. ما هي فضائحهم؟ ما أسماء الزعماء الكبار الذين ملأوا دنيانا بجبروتهم وملأوا فراش الرذيلة بفضائحهم؟ .. أسئلة عادت لتطرح بقوة بعد الفضيحة التي جرّت الرئيس الفرنسي لفضيحة، وهو الذي بدأ حياته بفضيحة، لأنه لم يكن متزوجا وإنما يعيش مع رفيقة فرضها على الشعب وعلى الدولة، فأسكنها معه في قصر الإليزي، ولا تجمعهما أية علاقة قانونية، ماعدا الانجذاب الذي يوجد حتى بين الحيوانات، وواضح أن ما حدث مع فرانسوا هولاند ليس الأول ولن يكون الأخير من كبار السياسة في العالم الغربي، الذين تورطوا في مثل هذه الفضائح منذ القدم، رغم أن ما حدث وما يحدث مع الزعماء العرب أشرس وأخطر، ولكن في السر والكتمان طبعا. مشروع رئيس أمريكا شاذ جنسيا؟ لأن الولايات المتحدة الأمريكية هي سيدة العالم وسيدة الفضائح أيضا، فرؤساؤها كانوا معنيين دائما بالهزات والزلازل، ففي عام 1987 عندما اشتد الصراع على الرئاسة، كان أبرز اسم لخلافة الرئيس رونالد ريغن هو غاري هارت، الرجل الذي حقق انتصارات محلية في مختلف الاستحقاقات التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية، وصار أنصاره ينادونه بالرئيس، إلى أن كشفت تقارير إعلامية أمريكية تورطه في فضائح جنسية قذرة، والغريب أنه اعترف هو بنفسه بأنه ضاجع شابا كان عارض أزياء في صالونات واشنطن، وقال إن الأمر من خصوصياته ولا يحق للشعب أن يطلّع عليه ولا يعنيه أصلا، وواصل نشاطه ظنا منه أن فضائحه قديمة، وعندما ترشح للانتخابات انقلب الرأي العام الأمريكي ضده، فصار منبوذا من الشعب الأمريكي، بدليل المركز الأخير الذي حصل عليه في الانتخابات.. ولم تمر عهدتا الرئيس الأمريكي بيل كلينتن بردا وسلاما، فالرجل تلقى في عز نجاحه كرئيس أمريكا صفعة أخلاقية زلزلته وأسقطته أمام الذين أحبوا حكمه، بسبب قضية لوينسكي، السكريتيرة الشهيرة التي قدمت الدليل على أن الرئيس الأمريكي كان يترصدها ويراودها عن نفسها، ويتحرش بها بالقول وبالفعل.. الأمريكيون كرهوا رئيسهم ولم يعودوا الآن يذكروه، وخطفت منه زوجته الصابرة الاحترام، وهي الأنشط حاليا في الديبلوماسية الأمريكية.
برليسكوني من فضيحة.. إلى أخرى أما رئيس الوزراء الإيطالي السابق الذي جاوز سنه الثمانين، برليسكوني، فيبدو أنه قضاها ما بين الملاعب والأسرّة أكثر من همّ الشعب الإيطالي الفقير، إذ لا يجد حرجا في الاعتراف بكل الفضائح التي يُذكر فيها اسمه، ويرد على الصحافة من دون أي تردد، رغم أن الفضائح تؤكد أنه دفع المال لبنات قاصرات من أجل أن يمارسن معه الجنس، ومنهن من أدخلهن بسلوكه هذا إلى عالم الرذيلة في إيطاليا، وكان من ضحايا الزعيم الإيطالي الملياردير فتيات من المغرب، ومن إفريقيا السوداء، وحتى زعماء الدولة الصهيونية غرقوا في شهواتهم، حيث تورط الرئيس الصهيوني، موشي كاتساف، في اغتصاب ثلاث بنات في عمر أحفاده، وتوبع قضائيا. كما كان شاه إيران يختار بنات إيران الصغيرات لأجل أن يُفقدهن عذريتهن، وسار على نهجه الكثير من ملوك المعمورة، ومنهم بوكاسا إمبراطور جمهورية إفريقيا الوسطى، الذي تورّط في فضائح جنسية وحفلات عري وشراب تم تصويرها، وتبقى الولايات المتحدة أكثر البلدان غرقا في الرذيلة، فزوجات رؤساء أمريكا منذ عهد كينيدي يظهرن في مختلف التجمعات، وأمام عدسات التصوير، ويعلم فرانسوا هولاند أن دومينيك ستروس رئيس صندوق النقد الدولي، كان مشروع رئيس لفرنسا، ورّطه تحليل الحامض النووي الخاص بالسائل المنوي الذي كانت آثاره على قميصه بعد فضيحة مع عاملة في الفندق بأمريكا، تدعى نفيساتو ديالو، وصار أضحوكة الإعلام الأمريكي الذي تسلّى به.. محامي المتهم وهو أيضا يهودي، بنجامين برافمان، وجد نفسه في حرج بسبب ثقل الفضيحة ووسخها، وأجمعت الصحف الأمريكية، ومنها نيويورك تايمز، على وصف جريمة دومينيك ستروس بالمخزية.. السياسي والاقتصادي الفرنسي دومينيك ستروس الذي جاوز سنه 64 هاجم خادمة السوفيتال عاريا، عندما دخلت الغرفة لتنظيفها، فخرج من حمامه عاريا، وظن نفسه في ملهى، فهربت إلى رواق الفندق، وانزوت بمفردها وهي ذاهلة مصدومة، وراحت تتقيأ من شدة الخوف الذي تملّكها، وقال عمال الفندق إن الخادمة نفيساتو ديالو وهي مسلمة تنحدر من غينيا رفضت تقديم شكوى في بادئ الأمر، وأرادت طي الصفحة نهائيا، خاصة أنها لم تكن تعلم أن الذي غلّق الأبواب هو شخصية عالمية ورئيس محتمل لواحدة من أكبر بلدان العالم.. يُذكر أن دومينيك ستروس تزوّج في ثلاث مناسبات، وهو أب لأربعة أبناء، وجذور ستروس يهودية، وهو نفسه لا يُخفي ذلك، فقد ولد في فرنسا، ولكن والديه من يهود روسيا وتونس، وعاش طفولته في أغادير المغربية، ولكن عندما بلغ سن 11 وقع زلزال أغادير الشهير عام 1960، فاستقر في فرنسا، وصار مرشحا لرئاسة هذا البلد الأروبي الكبير، والصغير جدا بأفعال ساسته، وآخرهم الرئيس فرانسوا هولاند.. هذا قليل من كثير في عالم غربي ابتلع كل شيء، ومن أجل بلوغ أعلى الرتب استباح لنفسه كل شيء، يصف الأخلاق بالإرهاب، والتعفف والحياء بمحاولة لقلب كيان البلاد الحرة، والاستقامة بالخطر الذي يحدق بالعالم الديموقراطي، عالم غربي يدرك أن فجر الإسلام منح للعالم خلفاء العدالة الإنسانية الحقيقية، ولكن الخلف تمسّخ، وأكيد أننا لو فتحنا ملف فضائح الزعماء العرب لما تمكنت صفحات الشروق اليومي من حمل ثقلها، ليس كمّا فقط وإنما قذارة أيضا. نقلا عن الرأي المستنير |