سفير فرنسا يحدد أهداف قمة باريس حول الذكاء الاصطناعي |
الأربعاء, 22 يناير 2025 00:03 |
الضمير"نواكشوط" : حدد السفير الفرنسي في موريتانيا ألكسندر غارسيا أهداف "قمة باريس للعمل بشأن الذكاء الاصطناعي" والتي تنظم يومي 10 و11 فبراير المقبل في ثلاثة "أهداف ملموسة"، أولها "ضمان الوصول إلى الذكاء الاصطناعي لأكبر عدد ممكن من الناس".
وأضاف غاريسا في مقال له وصلت وكالة الأخبار المستقلة نسخة منه أنه "من الضروري ضمان الوصول إلى الذكاء الاصطناعي لأكبر عدد ممكن من الناس، حتى يتمكن الجميع في جميع أنحاء العالم من الاستفادة منه وتطوير أفكار جديدة لتحقيق إمكاناته الكاملة".
وأردف أن من آثار تحقيق هذا الهدف "تقليص الفجوة الرقمية المتزايدة ووقف التركيز المفرط في سوق الذكاء الاصطناعي".
وتعهد الدبلوماسي الفرنسي بإطلاق مبادرة ضخمة للذكاء الاصطناعي في خدمة المصلحة العامة لتشجيع تطوير وتقاسم قوة الحوسبة، ومجموعات البيانات المنظمة، والأدوات المفتوحة والتدريب لمواهب الغد. سيتم تنفيذ هذا المشروع من قبل الجهات العامة والخاصة.
أما الهدف الثاني – يضيف السفير الفرنسي – فهو أنه "يجب علينا بالتأكيد أن نفكر بشكل مشترك في التحولين الرئيسيين في عصرنا: البيئة والتكنولوجيا. إذا كان لزاماً على الذكاء الاصطناعي أن يقدم كل دعمه لمكافحة الانحباس الحراري العالمي والحفاظ على النظم البيئية".
ونبه السفير إلى أن الذكاء الاصطناعي "الآن يسير على مسار لا يمكن تحمله من حيث الطاقة"، مضيفا أن أحدث التوقعات تشير إلى أن متطلبات الطاقة لقطاع الذكاء الاصطناعي ستكون أعلى بعشر مرات، اعتبارًا من عام 2026، مقارنة بعام 2023. وهذا المنظور لا يحتمل.
وأكد السفير الفرنسي أنه "استجابة لذلك، سيتم إطلاق تحالف دولي متعدد لصالح الذكاء الاصطناعي المستدام في القمة، لتعميق البحث حول التكلفة البيئية للذكاء الاصطناعي، وتقييم النماذج من هذا المنظور، ووضع معايير جديدة وزيادة الاستثمارات الخضراء على جميع مستويات سلسلة القيمة".
وعن الهدف الثالث والأخير، أكد غارسيا أنه "يتعين علينا بشكل جماعي أن نبني نظاما فعالا وشاملا لحوكمة الذكاء الاصطناعي، ولا يقتصر على مسائل الأخلاق والأمن. قضايا أخرى ضرورية. ويتعين علينا أن نناقش كافة المواضيع، مثل حماية الحريات الأساسية، والملكية الفكرية، ومكافحة تركز السوق، والوصول إلى البيانات، على سبيل المثال لا الحصر".
وأضاف: "نحتاج أيضًا إلى جمع الكل حول طاولة المفاوضات لمناقشة قضايا مثل الإدارة العالمية للذكاء الاصطناعي. تشارك الآن سبع دول فقط في العالم في المبادرات الدولية الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، بينما تغيب 119 دولة تمامًا. علاوة على ذلك، يجب أيضًا إشراك الجهات الفاعلة الخاصة والمجتمع المدني من أجل تحديد بنية مشتركة للحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي بشكل مشترك".
وأكد السفير الفرنسي في نواكشوط أن القمة ستجمع ما يقارب من مائة رئيس دولة وحكومة وألف من ممثلي المجتمع المدني القادمين من مائة دولة، منبها إلى أن "الذكاء الاصطناعي (AI) أكثر من مجرد ثورة صناعية وتكنولوجية. فهو يحمل إمكانية إحداث نقلة نوعية عميقة في قيم مجتمعاتنا، في علاقاتنا بالمعرفة والعمل والمعلومات والثقافة وحتى في اللغة".
وأردف أنه "بهذا المعنى، فإن الذكاء الاصطناعي ليس تقنية محايدة، بل هو قضية سياسية مواطنية تتطلب حوارًا دوليًا وثيقًا بين قادة العالم والباحثين والشركات والمجتمع المدني. ولهذا السبب قبلت فرنسا مسؤولية تعميق الديناميكية التي بدأتها المملكة المتحدة وكوريا الجنوبية واستضافة قمة للعمل بشأن الذكاء الاصطناعي".
وقال السفير الفرنسي إن موريتانيا ليست بعيدة عن هذا الموضوع، مذكرا بأن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي المعتمدة في 2024 سلطت "الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، بما يفتح آفاقا واعدة، خاصة للشباب الموريتاني، في مجالات الطاقة والصحة والتعليم والصيد البحري وحتى النقل".
|