​بوركينا فاسو قد تفقد حضورها بعد أن كانت فاعلا أساسيا
الاثنين, 03 نوفمبر 2014 09:59

بليز كامباوري يتقدم مجموعة من الرؤساء أغلبهم لم يعد في السلطةـ أرشيفالضمير"نواكشوط" : لم يعد الخبراء ينظرون إلى بوركينا فاسو بصفتها بلدا أساسيا، بعد أن كان في الماضي عامل استقرار في غرب أفريقيا. وهي البلد الصغير المحصور بين مالي وكوت ديفوار والنيجر؛ ويتخبط في أزمة اليوم. ويقول فيليب هوغون المتخصص في القارة الإفريقية ان "بوركينا وبليز بشكل خاص، كانا يلعبان دور الوسيط في العديد من الأزمات الافريقية" مستذكرا خصوصا ازمة كوت ديفوار، لكنهما اليوم "فقدا المبادرة" كما هو الحال في ملف مالي بعدما استعادته الجزائر التي أصبحت "الوسيط الأساسي". وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن "البوركينابيين خرجوا من الوساطة المالية".

واستفاد الحسن وتارا من تدخل بليز كومباوري، في ملف كوت ديفوار. كما أن الرئيس السابق اضطلع خلال السنوات الأخيرة بدور الوسيط في تسوية عدة عمليات خطف غربيين في منطقة الساحل بفضل شبكة اتصالاته الكثيفة. ويرى اريك دينيسي مدير مركز الأبحاث الفرنسي حول الاستخبارات أن في المجال العسكري لن يكون لزعزعة استقرار بوركينا فاسو المستعمرة الفرنسية سابقا، "تأثير" كبير على مكافحة الإرهاب التي تقوم بها فرنسا بشكل خاص والولايات المتحدة بدرجة أقل في منطقة الساحل. وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي أنه في اطار الانتشار العسكري الجديد لعملية "برخان" (ثلاثة آلاف رجل موزعين على تشاد وموريتانيا ومالي والنيجر وبروكينا فاسو) منذ أغسطس في منطقة الساحل، تنشر فرنسا مائة رجل من الوحدات الخاصة مدعومة بمروحيات على أراضي بوركينا، ولم يبق سوى بعض العسكريين هناك. إذ أن معظم القوات التي كانت منتشرة تشارك في "عمليات كبيرة" في مالي ضد المقاتلين الإسلاميين المتشددين. واعتبر اريك دينيسي انه "إذا واصلت فرنسا تمسكها بموقف محايد كما يبدو مرجحا جدا، فليس هناك مخاطر من استهداف المصالح الفرنسية". وأضاف ان بوركينا فاسو أصبحت واحدا من مواقع الانتشار الفرنسي، موضحا "هناك عناصر من القوات الخاصة في كل مكان، في النيجر التي تحولت إلى منطقة مركزية" مذكرا بأن باريس فضلت إقامة قيادة أركان عملياتها في تشاد. وأوضح دينيسي ان بوركينا فاسو ما زالت تقوم بدور؛ لكن نظرا للانتشار شهدت مالي وبوركينا تخفيفا في عديد القوات بينما أعيد التركيز على النيجر وتشاد. واعتبر فيليب هوغون أن "النيجر وتشاد قد تكتسبان اليوم أهمية أكبر" و"إذا حصل طعن في دور بوركينا بصفتها عاملا في هذا الانتشار فستظل هناك إمكانية الانتقال إلى مناطق أخرى". وتلزم الحكومة الفرنسية التي أبدت موقفا شديد التحفظ منذ بداية الأزمة في بوركينا مراعاة للحليف القديم كومباوري، لهجة حذر وترقب. وقبل أن يعلن الرئيس انسحابه من الحكم أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن الأمل في أن يتخذ كومباوري "القرارات السليمة". واكتفى هولاند بالقول ان "فرنسا ستساهم في التهدئة" وذلك بعد أن شجع في رسالة أرسلها مطلع أكتوبر إلى نظيره البوركينابي على الاستمرار في النشاط على الصعيد الدولي بدلا من التشبث بالبقاء في الحكم. وقال مسؤول فرنسي طالبا الامتناع عن ذكر اسمه "لقد توقفنا عن الإطاحة بالحكومات في افريقيا" مضيفا "نرتكز على كل الفاعلين، وقد لعبت لبوركينا دور وسيط (كوت ديفوار ومالي وغينيا) وقدمت الكثير من الخدمات للمنطقة، وليس هناك أي مسوغ لأن لا نواصل العمل مع هذا البلد،  إذا تبلورت سلطة جديدة شرعية لتخلف بليز كومباوري".  

​بوركينا فاسو قد تفقد حضورها بعد أن كانت فاعلا أساسيا