الجنرال "تراوري" من هاو لكرة السلة إلى حاكم لبركينا فاسو
الجمعة, 31 أكتوبر 2014 09:45

altالضمير"نواكشوط" : أعلن الجيش البركينابي مساء أمس الخميس إزاحة الرئيس ابليز كومباوري عن السلطة و حل البرلمان و الحكومة و الإعلان عن هيئة جهاز جديد لإدارة المرحلة الانتقالية بالبلاد و ذلك بعد يومين من الاحتجاجات الشعبية العارمة التي شهد العاصمة واغادوغو و بعض مدن البلاد احتجاجا على محاولة الرئيس المعزول تعديل دستور البلاد للبقاء في السلطة. بيان الجيش الذي حمل توقيع قائده الجنرال "نباري هونوري تراوري"، الذي يعتبر الشخصية القوية في الجيش على مدار السنوات الأربعة الأخيرة من عمر نظام كومباوري، يؤكد أن الرجل سيكون له دور حاسم في تحديد ملامح البلاد في المرحلة القادمة.

صعد نجم تراوري إلي الواجهة الإعلامية في منتصف عام 2011 بعد تعيينه كقائد للجيش و ترقيته إلي رتبة جنرال، و ذلك على خلفية التمرد العسكري الذي شهدته المؤسسة العسكرية اثر موجة استياء عارمة عاشها الجيش في تلك الفترة. كلفه الرئيس المطاح به كومباوري بمهمة إعادة الانضباط داخل المؤسسة العسكرية على أثر التمرد، فانتهج تراوري صرامة شديدة في وجه المتمردين و قام بتسريح ازيد من 500 جندي من الجيش. تعزز نفوذ الرجل داخل الأوساط العسكرية بعد أن تمكن من إرساء قيم "الولاء و الطاعة" داخل جهاز أثارت الحركة الاحتجاجية لجنوده و صغار ضباطه كوابيس النخبة الحاكمة. لم يكن طبعا الرئيس المطاح بيه كومباوري يتوقع أن تأتي نهايته على يد رجل ساهم في تعزيز أركانه في السلطة بالسنوات الأخيرة، كما لم يكن أيضا يخطر على بال كومباوري أن يكون "تراوروي" الذي كان من ضباط الجيش الذين استحوذت على اهتماماتهم مشاغل أخري غير طموح السلطة هو من يخلفه على السلطة بهذه الطريقة الدرامية. فقد تردد اسم "ترواوري" في أواخر تسعينات القرن الماضي كثيرا بالأوساط الرياضية و ذلك طيلة فترة رئاسته للاتحادية الوطنية لكرة السلة أيام كان مقدما بالجيش لدرجة ان شهرته الرياضية طغت على شهرته العسكرية. ولد "تراوري" في عام 1957 بمنطقة "ددوكو" و التحق بالمدرسة العسكرية بكاديو ببركينا فاسو، ثم استفاد من دورة تكوينية بالأكاديمية الملكية بمكناس بالمغرب. ترقي في الجيش و تقلد وظائف سامية به من بينها وظيفية مرافق عسكري للرئيس سنة 1988. كما أسندت له قيادة التجمع المركزي للجيوش في سنة 2009. لازال الالتباس يطبع مستقبل "اتراوري" و رفاقه من قادة الانقلاب في الحكم، خاصة أن البيان "رقم واحد" للانقلابيين لم يتطرق لضمانات واضحة من اجل إعادة السلطة للمدنيين و إنما اكتفي بالحديث عن مرحلة انتقالية من سنة واحدة على الأكثر و عن وضع هيئة لإدارة هذه المرحلة بعد التشاور مع القوي السياسية. و في ظل انتظار ما ستتكشف عنه نوايا الانقلابيين لرسم خارطة مستقبل البلاد، يتنازع العديد من المراقبين سيناريوهين اثنين لمآلات الأمور بالبلاد. فإما أن يلعب الجنرال "تراوري" نفس الدور الذي لعبه الجنرال سالو جيبو بالنيجر و ذلك عندما اطاح بالرئيس ممامدو تانجا سنة 2010 عندما قام الأخير بتعديل دستور البلاد لتمديد بقائه في السلطة، حيث اشرف "جيبو" علي المرحلة الانتقالية التي مرت بها البلاد و سلم في نهايتها السلطة للمدنيين و استحق بذلك لقب "منقذ الديمقراطية بالنيجر". و إما أن يستمر "تراوري" في الحكم عبر ترشيح نفسه أو أحد الضباط الآخرين في الانتخابات المرجح إجرائها في نهاية المرحلة الانتقالية و ذلك لتأمين بقاء العسكر قريبا من إدارة دفة الأمور بالبلاد.

الجنرال