الجمعة, 10 أكتوبر 2014 10:24 |
الضمير"نواكشوط" : بعد ساعات على وصوله من العاصمة الفرنسية باريس التي أدى لها زيارة عمل مشفوعة بزيارة خاصة، غادر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز فجر اليوم الجمعة نواكشوط، متوجها إلى العاصمة الغامبية بانجول.
يحضر ولد عبد العزيز في بانجول الاحتفالات المخلدة للذكرى العشرين لوصول الرئيس الحالي الحاج يحيى جامي إلى السلطة، والتي بات يطلق عليها اسم "الثورة الغامبية"، ويشارك فيها إلى جانبه رئيسا السنغال وغينيا بيساو؛ وممثلون عن عدة رؤساء في المنطقة.
في مطار بانجول، كان في استقبال الرئيس؛ نائب الرئيس الغامبي عائشة انجاي سايدي على رأس وفد حكومي رفيع. كما كان في استقباله أيضا سفير موريتانيا في بانجول الشيخ أحمد ولد سيدي أحمد رفقة أعضاء البعثة الدبلوماسية وممثلون للجالية المقيمة في غامبيا.
الرئيس الموريتاني، اصطحب معه وفدًا يضم ثمانية شخصيات في الدولة، ضمنهم وزير الدفاع ديالو ممادو باتيا. وسيحضر الرئيس إلى جانب نظرائه ظهر اليوم في بانجول، عرضا عسكريًا وآخر فلكلوريا تخليدا لذكرى "الثورة".
ويعد ولد عبد العزيز أول رئيس عربي يزور غامبيا، بعد قرار رئيسها في مارس الماضي، تعريب البلد عبر اعتماد اللغة العربية؛ لغة رسمية للدولة والتخلي عن لغة مستعمرته السابقة بريطانيا. والتوجه نحو إقامة جمهورية إسلامية.
لم يكن ذلك القرار الأول من نوعه ليحيى جامي، فقد قرر في أكتوبر من العام الماضي الخروج نهائيا من منظومة دول " الكومنولث" التي تضم 54 من المستعمرات السابقة للمملكة البريطانية. وهو ما أثار مشاعر أسف عبرت عنها لندن حينها.
وسبق لجامي الفائز بولايته الرابعة على التوالي في نوفمبر 2011 (بنسبة 72 %)، أن قطع علاقات غامبيا مع إيران عام 2010، وتايوان عام 2013، لأسباب مختلفة.
يتقاطع الرجلان في خلفيتهما العسكرية وطريقة الوصول للحكم، والجراءة في تنفيذ القرارات، فولد عبد العزيز قطع علاقات موريتانيا بإسرائيل مطلع العام 2009، طاويا الملف نهائيا ومحولا إياه إلى ذكرى من الماضي. وكثيرا ما اتخذ قرارات اتسمت بالجراءة والمفاجأة.
الاختلاف الأبرز بين البلدين اللذين تجمعهما علاقات تاريخية، هو التعددية السياسية وحرية الرأي التي تعرفها موريتانيا، وأحادية المشهد السياسي والإعلامي في غامبيا. ورغم ذلك فإنها تفتح أحضانها منذ عقود للموريتانيين الذين يمارسون التجارة والأعمال الاقتصادية فيها، مما يعود بنفع كبير على بلادهم.
الجالية الموريتانية في غامبيا، هي الأكبر عددا في دول المنطقة، والأكثر غنى؛ من خلال حركيتها التجارية المشهودة.
ورغم أنه من غير المقرر التوقيع على اتفاقيات شراكة جديدة بين موريتانيا وغامبيا خلال هذه الزيارة، إلا من المتوقع أن تشكل دفعة مهمة لعلاقات البلدين على المستوى السياسي.
|