”الباكلوريا“.. امتحان وطني واختبار نفسي (أسئلة)
الأربعاء, 11 يونيو 2014 12:57

alt

الضمير"نواكشوط" : حظات عصيبة تلك يمر منها التلاميذ المقبلون على اجتياز الباكلوريا، أسابيع قليلة قبل موعد الامتحان "المصيري"، فهاجس الوقت وكثرة المواد إلى جانب الضغط الذي تمارسه العائلة والأساتذة بوعي منهم أو من غير وعي، كلها عوامل تضع التلميذ في وضعية لا يحسد عليها وتجعلهم يعانون على المستوى النفسي الأمر الذي قد يؤثر سلبا على أدائهم في التحضير للامتحان. نظرة المجتمع"لا تتحدث العائلة، وخصوصا النساء، عند الاجتماع سوى عن الدراسة والنقط التي حصل عليها كل واحد"، يقول يوسف الذي حصل على شهادة الباكلوريا السنة الماضية، فنحن 

نعيش في مجتمع يحدد قيمة كل فرد بكونه حاصل على الشهادة أم لا، "على الأقل في حينا" يضيف ذات المتحدث. فالتلميذ عند تحضيره للامتحان وإلى جانب ضغوط العائلة والأساتذة التي تحدثنا عنها، يجد نفسه يحاول إرضاء المجتمع أيضا حتى لا يطاله احتقاره ولا يلقى تلك النظرة الدونية.   الضغط في المنزل أمر عادي أن يقلق الوالدان عندما تكون فلذة كبدهما بصدد اجتياز هذا الامتحان "الفاصل" في الحياة، لكن الأمر يؤثر سلبا في بعض الأحيان عندما يتجاوز هذا القلق حدوده وينقلب إلى ضغط يمارس على التلميذ، عبر التذكير المستمر بضرورة التحضير ومراجعة الدروس "في بعض الأحيان، من كثرة الملاحظات التي أتلقاها في المنزل والتذكير المستمر، أجد نفسي وقد تملكني نفور مفاجئ من الدراسة وكل ما يتعلق بها" يشرح عثمان الذي يتابع دراسته في السنة الأولى من الباكالوريا "شي مرات كانكون كانحفظ  ومن كثرة الهضرة كانوض ونخلي كلشي".لكن..   هل هو حقا امتحان مصيري؟ مع أنها سنة دراسية كغيرها من السنوات الكثيرة التي يمر منها التلميذ، إلا أن الباكلوريا اكتسبت هيبة غير عادية، تحول من امتحان عادي إلى مرحلة مصيرية في مسيرة التلميذ الدراسية لكن هل هي فعلا كذلك؟   ما الذي جعلها حاسمة في نظر الكثير، إلى هذه الدرجة؟ يرى البعض أن ما أسبل على امتحان الباكلوريا هذه الأهمية الكبرى، هو كونها بوابة - في حالة ما تم اجتيازها- سيلج التلميذ مرحلة التعليم الجامعي الذي في أغلب الأحيان يحدد مصيره ويرسم المعالم الرئيسية لمستقبله، طرح آخر يقول أن الصورة الحالية مستمدة من الماضي القريب، عندما كانت قلة من التلاميذ تعد على رؤوس الأصابع من تستطيع اجتياز امتحان الباكالوريا، لدرجة أن لائحة الناجحين كانت تنشر في الجرائد الوطنية، نظرا للآفاق الكبيرة التي كانت هذه الشهادة تفتحها للناجحين، في الإدارة العمومية على الأقل.

المصدر: شبكة أندلس الإخبارية  

”الباكلوريا“.. امتحان وطني واختبار نفسي (أسئلة)