منذ تسعينيات القرن الماضي و العالم -كما يقول د.إبراهيم عرفات في حديثه عن عصر الخلخلة- يسير على عكس ما كان متوقعا له . "كان الظن أن سقوط الثنائية القطبية و إزالة الحواجز بين الدول و الشعوب و انطلاق عجلة العولمة سيفتح الآفاق أمام
الناس ليفكروا في أنفسهم كمواطنين عالميين. و كان الظن أن الانتماءات و الولاءات و الهويات الضيقة ستزول ليحل محلّها "الإنسان الراقي" أو "المتعولم" أو "الأخير" حسب تعبير افرنسيس فوكوياما...ولكن لم يظهر ذلك "الإنسان الأخير"... لم يظهر ذلك المواطن العالمي المتجاوز لذاته الوطنية الذي ينسى أنه مصري أو غيني أو روسي أو ماليزي... و يحتضن العالم بأسره. و إنما بدأت الهويّات الصغيرة تنشط و تصخب داخل الدولة الوطنية. و ظهر على النقيض إنسان صغير طائفي و قبلي و عشائري مستغرق في الجماعة الأولية التي نشأ فيها و انتمى إليها. و ذلك ما أنعش ساحة الفئات و الشرائح و الطوائف و الأعراق في جميع أنحاء العالم" (انتهى الاستشهاد و بتصرف).
|