الجمعة, 26 أبريل 2024 09:22 |
الضمير"نواكشوط" : لم تعد أدوات التحليل المتبعة في بلدنا قادرةً على استيعاب الأحداث المتسارعة في سياقاتها ومآ لاتها، بحكم أن البُنيات السياسية شهدت تفككاً غير قابل للتوقع، نتيجة لاختفاء تلك التجاذبات التي كانت متحكمةً في بوصلة التموقعات في موريتانيا ما قبل 2019 ، يتعلق الأمر هنا بالقوميتين العربية والزنجية إضافة إلى الإسلام السياسي ناهيك عن اليسار العنيد. انصهر هذا الضيف السياسي فجأة، وبكل تناقضاته، تحت يافطة المصلحة الشخصية، وصارت الموالاة تُنافَسُ في مبادراتها ومغازلتها لصاحب الكرسي من قبل خصوم تقليديين، فضلوا اللعب بالأدوات ذاتها، الأمر الذي أربك روتيناً ظل قائماً في موريتانيا منذ تأسيس حزب الشعب 1960 إلى نهاية حزب الاتحاد من أجل الجمهورية 2022 .
وهنا لابد من التمييز بين نوعين من الروتين يتعلق أو لهما بما يمكننا تسميته بالروتين العنيف الذي تكرر مرات عديدة، لكنه حافظ على الطبقة السياسية ذاتها، ضمن صيرورة لها قواعدها المركبة التي عملت بطرق مختلفة على إعادة تدوير المشهد السياسي من جديد بنفس الأوجه تقريباً، أما ثانيهما فهو الروتين السّلس الذي بدأه المرحوم إعلي ولد محمد فال في العام 2007، وتكرر مع ولد عبد العزيز في أولى مأمورية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
|
التفاصيل
|