الضمير"نواكشوط" :
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
أيها المواطنون؛
أيتها المواطنات؛
هنيئًا لكم جميعًا، مواطنيَ الأعزاء، أينما كنتم، بهذهِ الذِكرى الرابعةِ والستينَ لعيد استقلالنا الوطني المجيد، إِحدى أنصعِ صفحاتِ تاريخِنا، وأقواها إشراقًا، وعِزةً.
صفحةٌ كتبَ رجالُ مقاومتنا الأبطالُ أبرزَ فقراتِها، بالبندقية واليَراعِ، في ملاحِمِهم وبطولاتِهم، وصمودهم الفكري، والثقافي، انتصارًا لحريةِ الوطن وكرامتِه، وذبًا عن هُويتهِ الدينية والحضارية.
وإن الاحْتِفاءَ بِهم واستحضارَ ذِكراهم لَيُعزِزُ لدى الجميعِ قيمَ حبِ الأوطانِ وعِزتَها، وما لها علينا من واجبِ التضحيةِ، وخالصِ الولاءِ.
كما يُقَوِي الإحساسَ بالانتماءِ للوطن والاعتزَازَ بتاريخه المشرقِ وبما بُنِيَ فيه، من عيشٍ مشتركٍ أصيلٍ يَعْكِسُ تَنَوُعَنا الثقافي الفريدَ، وهُويتَنا الحضاريةَ المتميزةَ.
ولِذا يَجِبُ علينا جميعًا، أيًا تَكُنْ مَواقِعُنا، أن نجعلَ أُولىَ أوْلوِياتِنا صَونَ هذا الوطنِ وتطويرَه وتَنميتَهُ لِيصيرَ على قدرِ آمالِ وطُموحاتِ شعبنا، وفاءً لتضحياتِ مقاومينا ولِجهودِ أجيالِنا التي تَعاقبت على تَشْيِيد صَرْحِ الدولةِ الموريتانية.
إن الوطنَ أهمْ وأبْقَى مِنا جميعا، وصالِحُهُ العام مُقَدَمُ مطلقا على المصالحِ الشخصيةِ والفِئَويةِ، مهما تَراءَتْ عَظِيمةَ لأصْحابِها.
ولذا يُضَحى في سبيله بالغالي والنفيسِ كما جَسّدَ ذلك ميْدانِيا أبطالُ مقاومتِنا، بِشقيها العسكري، والفِكري، وقد حَمَلَتْ قُواتنا المسلحة وقُوات أمننا مِشْعَلَهم، فكانت، مُنْذُ نَشأتِها، ولا تَزالُ، دِرعَنا الواقي، وحامي سِيادَتِنا، وكرامةِ شعبِنا.
فالرّحمة وجَناتُ الرُضوانِ، لكلِ شهداءِ الوطنِ، والتحيةُ والإجلالُ، لسائر أفرادِ قواتِنا المسلحةِ، وقوات أمنِنا، ما عادَتْ على مدارِ الّزمانِ ذِكرى هذا اليومِ الأغرِ.
|