الجمعة, 18 أبريل 2025 12:38 |

لدى الناطقين بالعربية الحسانية أو الصحراويين كما يسمون جغرافياً أو "البيظان" كما يسمون اجتماعيا بوصلتهم، لديهم في هذه الصحراء المترامية الأطراف إبرتهم المغناطيسية التي لا تخطئ أبداً. وعُمْر هذه البوصلة هو عمر خبرتهم بهذه الرمال والتلال. هذه المفازة، الأدغال، القفار المهيبة؛ بكرًا كانت أو ثَــيّباً، فهي ولودة بالتّيهِ والضّياع، لكن ليس على ذلك الملثّم الجسور الذي طالما افترش روحَهَ جسراً لتستمرّ الحياة بالعبور في هذه الأرضِ!
تلك البوصلة لم تكن إلا شجرة الطّلح، إذ لا ينبت الطلّح في هذه الصحراء إلا مائلاً إلى جهة الجنوب، ومن تحديد جهة يمكن بسهولة تحديد باقي الجهات. هكذا كانوا في هذه البلاد حين تهبّ العاصفة مثلا أو ينتشر الغمام والضباب فهم لا يفزعون من الضياع، لأنّ أول شجرة طلح يصادفونها سوف تدلّهم على معرفة جهتهم، ومن طريقة انحنائها تحديداً.
لكن ذلك في التعامل مع القفر بغيلانهِ وغوائلهِ وغدره ومصاعبهِ. فماذا عن تعاملهم مع السياسة؟
|
التفاصيل
|