الاثنين, 23 يونيو 2025 13:10 |
الضمير"نواكشوط" : رحيل رجل من جيل التأسيس : أحمد ولد الشيخ ولد جدّو، الدبلوماسية في بهاء، والفكر في صمت، والخلق في كل حين. ليس كل رحيل مجرد أحزان تعتري الأسر أو اضطرابات تلمّ بدوائر ضيقة من الأصدقاء، بل منها ما يهزّ الذاكرة الحية للوطن، ويلجم الألسنة عن الكلام، ويستلهم التراث في عمقه الدفين. في هذا الشهر الحزين من يونيو 2025م ، انحنت موريتانيا في صمت أحد أبنائها الأبرار الأفذاذ، هو أحمد ولد الشيخ ولد جدّو، ذلك المعلم الهادئ ، المنتصب بشموخ في فضاء الدبلوماسية المسؤولة ، رجل الدولة بوقاره الخفي، والمفكر النادر العمق، الذي كانت عظمته تكمن في ابتعاده عن الأضواء. نعيش هذه الأيام تحت وطأة جرح داخلي – لا يُرى بالعين المجرّدة لكنه غائر – واهمٌ من يدعي أن الحياة يمكن أن تمضي بانسجام دون إيلام. إن رحيل أحمد ولد الشيخ ولد جدّو ليس مجرد فاجعة قاسية تنبهنا بأننا ما زلنا نتنفس بل هو ناقوس خطرٍ ينذر بنهاية حقبة معينة وسقوط مَعلَم راسخ ظلّ شموخهُ الصامت ينير دربنا المظلم. ليس هذا موت رجل بقدر ما هو خمودٌ لجذوة إنسانية طافحة وغياب نخوة عالية و انحسارُ حضور لافت لم يعد عصرنا الضنينُ بالعظماء ، قادرًا على إيجاد أمثاله. كانت هناك حقبة كان رجال الدولة فيها يقِفون بشموخ.
|
التفاصيل
|